الصفحات

الخميس، 3 يناير 2013

مخاطر الشغل: الغبار


من أجل التواصل مع شريحة واسعة من العمال والنقابيين وتوعيتهم بمخاطر الشغل وشروط السلامة بالمعامل والأوراش نقوم بنشر دراسات طبية و علمية مقتطفة من كتاب مدخل الى الطب الصناعي المهني, للدكتور مفتاح عبد السلام عبد الله الشويهدي
مرتبطة بصحة العامل و سلامته بالعمل والتي ستكون أداة لتوعية العمال وبوصلة للنقابيين لصياغة مطالب وتسطير نضالات مرتبطة بصحة وسلامة العامل من أجل تحسين ظروف اشتغال الطبقة العاملة .



مخاطر الشغل: الغبار في الصناعة

1-
مصادر الغبار في الصناعة:

الغبار ناتج إضافي زائد ينتج عن العديد من الصناعات المختلفة مثل صناعة الإسمنت و الزجاج و الفخار و الخزف ومصانع ومقاطع الحجر و صناعة و استخدام الطوب الحراري و صناعة الفحم و المناجم وحفر الأنفاق و بناء الطرق و صقل الصخور و الرخام و مطاحن الحبوب وصناعة التعدين.

تنتج هذه الصناعات المختلفة أغبرة متعددة ومتنوعة التركيب تحتوي على مواد عضوية و غير عضوية مثل المعادن المتنوعة، أهم هذه الأغبرة هو الغبار المحمل بنسبة عالية من السيليكا و بعض المخلوطات الأخرى، حيث توجد السيليكا و هي ثاني أكسيد السيلكون (س أ 2) بكميات كبيرة في سطح الأرض وتحته.

يتعرض العاملون في هذه الصناعات المتنوعة الى الأغبرة القابلة للاستنشاق عن طريق الفم و الأنف ومن ثم الدخول الى الجهاز التنفسي و القصبة الهوائية و الشعيرات و الرئتين.

إن الجسيمات المستنشقة التي تنفذ الى داخل الجهاز التنفسي و في النهاية الى النسيج الرئوي وتترسب به تؤدي الى تأثيرات مهيجة او مؤرخة ( allergenic) (حساية مرضية) أو مليفة ( fibrogenic ) أو سامة أو مسرطنة (cancerogenic)، لكن عندما تستنشق اغبرة السيليكا او الفحم فإن أهم التأثيرات المليفة وهو ما يسمى بالتليف الرئوي أو التغبر الرئوي او السحار الرئوي.

ويتوقف ترسب الجيمات الغبارية المستنشقة المحمولة بالهواء في الفم و الأنف و الحنجرة و البلعوم و الرغامي (القصبة الهوائية) و الشجرة القصبية على حجم الجسيمات (القطر الديناميكي الهوائي) و نقلها و سرعة تدفق النفس و الخصائص التشريحية للجهاز التنفسي، و الحالة الصحية للفرد و يختلف الأفراد في الاستجابة المرضية عند التعرض للغبار القابل للاستنشاق و التنفس.

يقوم الجسم بمحاولة إزالة الغبار المترسب في الرئة بالعديد من الطرق:

منها عن طريق التيار المخاطي كذلك العطس و الكح و غيرها.

2-
الاضرار الناتجة عن الغبار:

أولا: المضار و التغيرات المرضية الناتجة عن الغبار

يؤدي التعرض المستمر و استنشاق الأغبرة في الجهاز التنفسي الى العديد من التغيرات المرضية الحادة و المزمنة مثل التهابات القصبة الهوائية وجفاف و تشقق الفم وتجاويف الأنف كذلك أمراض الحساسية في الأنف و الشجرة الهوائية مثل مرض الفدة ( الأزمة) كذلك التهابات الرئتين و كنتيجة للترسب المزمن لجسيمات الغبار في الرئتين التحول الى مرض السحار الرئوي أو تغبر الرئة و الذي قد يتحول على مدى بعيد إلى سرطان الرئة وعجز و وفاة مبكرة .

ثانيا: التأثير السلبي على الانتاج و الانتاجية حيث فقدان جزء من الانتاج و ضرر صحي و بيئي.

ثالثا: تأثير الغبار المتراكم على الآلات و الماكينات و الأجهزة الحساسة في المصانع و المناطق المجاورة و خاصة المعدات الكهربائية و الالكترونية .

رابعا: التأثير على جو العمل، إن توفر الجو الهادئ و الخالي من الشوائب، من الأمور الحيوية و المشجعة للعاملين.

خامسا: أضرار البيئة

يؤثر الغبار على البيئة بشكل مستمر ومتزايد حيث تتاثر كل النباتات و الحيوانات المتعايشة معها و تتساقط اوراقها و تذبل وتموت بعد وقت و تصبح المناطق المحيطة بالمنطقة الصناعية رمادية متصحرة خالية.

السحار أو التغبر الرئوي

هو التجمع المزمن للغبار داخل الرئة و رد فعل النسيج الرئوي ضده مما ينتج عنه تليف في انسجة الرئة و ضعف في الوظيفة.

مكافحة الغبار و الاضرار الناتجة و الوقاية منها:

1-
إخماد ومكافحة الغبار بصورة منتظمة عن طريق تصريفه و شفطه إلى مكان محدد وعدم تركه في الهواء الطلق.

2-
التقليل من الغبار باستعمال التقنية المتقدمة و صيانة الآلات و المعدات بشكل روتيني مستمر.

3-
جمع الغبار و إدخاله الى خط الانتاج من جديد له فائدة صحية و بيئية و اقتصادية لتعويض المفقود ومنع الضرر.

4-
التهوية المستمرة و المنظمة لمكان العمل و تنظيف الممرات و النوافذ و أماكن الراحة و الترفيه.

5-
اسنعمال الكمامات المانعة على الأنف و الفم عند التعرض الطويل و المكثف للغبار او التيار.

6-
مراقبة صحة العمال و بيئة العمل: يجب أن يخضع العمال المتعرضون للغبار (مناجم، مصانع الاسمنت، مصانع ومقاطع الطوب...) لمراقبة طبية منتظمة. و يتمثل هذا في الفحص الطبي الدوري و أخذ صورة للصدر بالاشعة قبل التعيين في عمل ينطوي على التعرض للغبار، ثم على فترات تتراوح بين السنة و خمس سنوات.

7-
التأكد من تنظيم سير العمل الدوري و تحديد ساعات العمل و الراحة و الإجازة للعاملين.

8-
النظافة الشخصية للعاملين

9-
وضع لوائح تفرض حدا أقصى لكمية الغبار المسموح بها للمنشأة الصناعية.

الحد الأقصى من الغبار المسموح به في بعض الدول الصناعية


سويسرا: 75 ملغرام في المتر المكعب

السويد 150

فرنسا 150

استراليا 250

الدنمارك: 120

ايطاليا: 30

المانيا: 75

بريطانيا: 150


المصدر كتاب: مدخل الى الطب الصناعي المهني

د. مفتاح عبد السلام عبد الله الشويهدي


التعليقات: 0

إرسال تعليق